ملك البحار
عاش الشقيقان أمين وإدريس في قرية صيادين فقيرة. وذات يوم, بينما كانا في قاربهما يصطادان الأسماك,
سقطت فجأة سكين أمين في البحر وبما أنها سكين ثمينة, لم يرد أمين أن يفقدها. لذا, قفز في البحر وغاص, وغاص حتى وصل إلى القاع. وكم كانت دهشته كبيرة , حينما شاهد قصرا كبيرا , فيه عشرات الأنواع من الأسماك تسبح في أرجائه .
وأقبلت نحوه سمكة كبيرة الحجم ذات ألوان زرقاء وذهبية, ولها عينان حمراوان. ثم قالت للصياد أمين :
(( مرحبا بك في مملكة الأسماك ! من أين أنت قادم ؟ )) .
شرح أمين لسمكه انه جاء يبحث عن سكينه التي سقطت منه في الماء. فقالت السمكة :
( أوه نعم ...نعم ...لقد سقطت أمام القصر )) وخمن أمين أنه يتحدث مع ملك الأسماك واصلت تلك السمكة الضخمة حديثها: (( بما أنك قد جئت من مكان بعيد, فهل تقبل دعوتي للعشاء؟)
وأمر ملك الأسماك زوجته وبناته بتحضير العشاء لضيفة .
وتلفت أمين في أرجاء القصر , فشاهد عددا كبيرا من الشباك والخطاطيف معلقة على الجدران .
وعندما شاهد ملك الأسماك أمينا يتطلع على الجدران فسأله: " هل تعرف ما هي هذه الأشياء؟"
وأوشك أمين أن يقول كلمة نعم , ولكنه تراجع في الحظة الأخيرة, حيث رأى أنه من الأفضل له الحذر والتظاهر بأنه لا يعرف شيئا عن الصيد وأدواته, وهو موجود في مملكة الأسماك . وبدا على الملك السرور, حينما سمع إجابة أمين بالنفي وقال: ( تفضل العشاء جاهز....) .
أكل أمين بقدر ما كان يستطيع, وعندما حان موعد مغادرته المكان , أعاد له ملك الأسماك سكينه , وأعطاه صندوقا جميلا من الصدف . فتح أمين الصندوق فشهق قائلا: ( أوه! ) من الصندوق مليئا بالذهب والمرجان والفضة والماس . وأخبره ملك الأسماك بأن المجوهرات قد عثرت عليها الأسماك في البحر . عندما كانت السفن تغرق. وقد جمعتها الأسماك واحتفظت بها, حيث أنها لا تستعملها.
شكر أمين ملك الأسماك , ثم سبح متوجها إلى السطح وكان قاربه لا يزال في مكانه. أما أخوه إدريس فقد ظل ينتظره وهو قلق عليه وعندما شاهده قال متسائلا: ( أين كنت طوال هذه الفترة؟ لقد كنت على وشك العودة للمنزل, فقد ظنت أنك لن تعود ثانية))
اندهش إدريس, وهو يسمع حكاية أمين, وما حدث له في أعماق البحر. وقر إدريس أن يزور ملك الأسماك بنفسه, ويحصل هو الآخر على صندوق من المجوهرات. فألقى بسكينه في البحر , ثم قفز في الملء وغاص إلى أعماق البحر . عندها رآه ملك الأسماك وسأله إذا كان يعرف شأ عن الصيد وأدواته
فأجاب إدريس بسرعة دون أن يفكر وقال: نعم , فأنا صياد ماهر وبدأ يشرح له عن طريقة صيده للأسماك بكل فخر . وعندما انتهى هجمت علية الأسماك واكلته .
وفي تلك الأثناء كان أمين ينتظر أخاه في القارب لكنه لم يعد فعاد أمين إلى البيت واشتر حقلا من الأرز وتحول من عمل الصيد إلى عمل الزراعة