منتديات ال حمودة
اهلا وسهلا بالضيوف الكرام انت غير مسجل يشرفنا تسجيلك معنا
فى هدا المنتدى وان يشركنا قلمك المميز
منتديات ال حمودة
اهلا وسهلا بالضيوف الكرام انت غير مسجل يشرفنا تسجيلك معنا
فى هدا المنتدى وان يشركنا قلمك المميز
منتديات ال حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بالضيوف الكرام
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بسم الله الرحمن الرحيم ترحب منتديات ال حمودة بالاعضاء الجدد اهلا وسهلا بكم فى منتديات ال حمودة
لاستفسارتكم فى كل ما يخص منتديات ال حمودة يرجه مرسلتنا على الاميل التالى mh2010_2011@hotmail.com
المواضيع الأخيرة
» فائدة علمية
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالسبت ديسمبر 27, 2014 4:14 pm من طرف ياراا

» نبدة عن حياة الشهيد محمود يوسف حمودة
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالإثنين أغسطس 05, 2013 12:41 pm من طرف ابو احمد حمودة1

» سجل حضورك بسم لعبك المفضل
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 3:10 am من طرف اليو ميسي

» نكت مضحكة جدا
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالسبت أكتوبر 01, 2011 6:57 am من طرف بلسم الجرووووح

» اضحك وفرفش معنا
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالسبت أكتوبر 01, 2011 6:53 am من طرف بلسم الجرووووح

» اسئلة مرة حلوة ادخل وجاوب بصراحة
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالخميس سبتمبر 29, 2011 9:39 am من طرف عاشقة الرومانسية

» كيف نفسيتك اليوم
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالخميس سبتمبر 29, 2011 9:32 am من طرف عاشقة الرومانسية

» هل تعلم..00.0.الماشى الى صلاة الجمعة بكل خطوة اجرسنة صيامه وقيامه
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالإثنين سبتمبر 26, 2011 1:24 pm من طرف ابو احمد حمودة1

» عضو جديد بعائلة حمودة
 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالخميس سبتمبر 15, 2011 6:29 am من طرف ابو احمد حمودة1


 

  [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن [/b]

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الفارس

الفارس


عدد المساهمات : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/08/2010

 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Empty
مُساهمةموضوع: [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن [/b]    [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 2:55 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الزمهما فالجنة تحت قدميهما

الحمد لله رب الأرض والسموات.. والصلاة والسلام على خير البريات.. وعلى أصحابه والتابعين أزكى التحيات.. ثم أما بعد:
أهلا وسهلا بكم مستمعينا الكرام وثاني حَلْقَاتِ برنامج " دمعة تائب ".. والذي يأتيكم بحول الله  وقوته.. في تمام الساعة العاشرة ليلا من كل أحد.. لكي نأخذ بأيدي بعضنا.. إلى طريق الله.. الله.. غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، الفاتحِ للمستغفرين الأبواب، والميسرِ للتائبين الأسباب.. إنه طريق جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..
في هذا البرنامج سنقف على محطات مختلفة بإذن الله  .. حرصت من خلالها.. أن أبتعد ما أمكن عن روتين البرامج المباشرة.. فما بين قصة منتقاة.. وموعظة مؤثرة.. إلى أنشودة معبرة.. وسنخصص للمستمعين بإذن الله تعالى على مدار ساعة ونصف.. عددا من الدقائق.. نقف فيها على نصائحهم واقتراحاتهم ومشاركاتهم.. ( المشاركات الهاتفية على الرقم التالي 2850999 أو 2851110 - رسائل SMS داخل البرنامج على الرقم التالي 0599734424 –.. أما رسائل SMS خارج البرنامج.. للتواصل معنا خارج الحلقة.. بفكرة أو قصة من الواقع أو غير ذلك.. فعلى الرقم التالي 0599831825، أو على البريد الإلكتروني الخاص ببرنامج " دمعة تائب " كالتالي: dt@alaqsavoice.ps ).
أما حلقة اليوم فعنوانها كما تقدم " الزمهما فالجنة تحت قدميهما".. سنتحدث من خلال هذا العنوان.. عن جريمة كبرى ورزية عظمى.. ابتلي بها عدد غير قليل من أبناء هذه الأمة.. وهي عقوق الآباء والأمهات.. تشخيص هذه المرض.. ومن ثم تقديم العلاج المناسب.. والبلسم الشافي إن شاء الله تعالى.. ومساعدةُ كلِّ عاق.. لكي ينخلع من هذا الجرم الكبير.. ويعود إلى شط توبة الله العزيز الكبير.. كلماتٌ نستدر من خلالها.. دموعا عاصية.. ونستلينُ قلوبا قاسية.. ونعود بالنفوس النافرة.. فنأخذُ بأيدي بعضنا البعض.. ونمضي في الطريق.. وفقط في الطريق إلى الله.

رضا رب الأرض والسموات.. من رضا الآباء والأمهات

لاشك أن حق الوالدين عظيم، ومنزلتَهما عالية في الدين؛ فبرهما قرين التوحيد، وشكرهما مقرون بشكر الله  والإحسان إليهما من أَجَلّ الأعمال، وأحبُّها إلى الكبير المتعال.
قال تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ".
وقال: " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ".

بر الوالدين .. في سنة نبينا الأمين
أما الأحاديث في هذا السياق فكثيرة جدا، منها ما رواه ابن مسعود  قال سألت رسول الله : " أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة في وقتها قلت: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله ".


ما هو العقوق
العقوق ضد البر، قال ابن منظور: " وعق والده يعقه عقا وعقوقا ومعقة: شق عصا طاعته، وعق والديه: قطعهما ولم يصل رحمه منهما ".

العقوق في السنة
وقال عليه الصلاة والسلام: (رغِم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل من يا رسول الله؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ) رواه مسلم.. والمعنى أن من أدرك والديه أو أحدهما عند الكبر ولم يبرهما لن يدخل الجنة.. ورغم أنفه، أي وأنفه لصقُ بالتراب من الذل، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه : ( لا يدخل الجنة قاطع).
أيها العاق أراك لو أحسن إليك حيوان مرةً واحدة لما نسيت الجميل فكيف بأمك وأبيك وقد أحسنا إليك الدهر كله؟!
لأجل هذا قال  : ( ثلاث دعوات مستجاباتٍ لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم )
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي  (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا قلنا: بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، و كان متكئاً فجلس فقال : ألا وقولُ الوزر، وشهادةُ الوزر، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت).
وقال: " من الكبائر شتمُ الرجلِ والديه" قالوا: يا رسول الله، وهل يشتمُ الرجلُ والديه؟ قال : "نعم ، يسبُّ أبا الرجل فيسُبُّ أباه، ويسبُّ أمَّه فيسُبُّ أمَّه".

من صور العقوق
عقوق الوالدين يأخذ مظاهر عديدة، وصورا شتى، منها ما يلي:
1 - إبكاء الوالدين وتحزينهما سواء بالقول أو الفعل، أو بالتسبب في ذلك.
2 - نهرهما وزجرهما وذلك برفع الصوت؛ والإغلاظ عليهما بالقول قال تعالى: " وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
3 - التأفف، والتضجر من أوامرهما وهذا مما أدبنا الله  بتركه؛ فكم من الناس من إذا أمره والداه - صدر كلامه بكلمة " أف " ولو كان سيطيعهما، قال - تعالى -: " فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ " .
4 - العبوس، وتقطيب الجبين أمامهما فبعض الناس تجده في المجالس بشوشا، مبتسما، حسن الخلق، ينتقي من الكلام أطايبه، ومن الحديث أعذبه؛ فإذا ما دخل المنزل، وجلس بحضرة الوالدين انقلب ليثا هصورا لا يلوي على شيء، فتبدلت حاله، وذهبت وداعته، وتولت سماحته، وحلت غلظته وفظاظته وبذاءته.
5 - النظر إلى الوالدين شزرا وذلك برمقهما بحنق، والنظر إليهما بازدراء واحتقار.
قال معاوية بن إسحاق عن عروة بن الزبير قال: " ما بر والده من شد الطرف إليه "
6 - الأمر عليهما كمن يأمر والدته بكنس المنزل، أو غسل الثياب، أو إعداد الطعام؛ فهذا العمل لا يليق خصوصا إذا كانت الأم عاجزة، أو كبيرة، أو مريضة.
أما إذا قامت الأم بذلك بطوعها، وبرغبة منها وهي نشطة غير عاجزة - فلا بأس في ذلك، مع مراعاة شكرها، والدعاء لها.
7 - انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة وهذا العمل فيه محذوران، أحدهما: عيب الطعام، وهذا لا يجوز؛ فرسول الله  ما عاب طعاما قط، إن أعجبه أكل، وإلا تركه.
والثاني: أن فيه قلة أدب مع الأم، وتكديرا عليها.
8 - ترك مساعدتهما في عمل المنزل: سواء في الترتيب والتنظيم، أو في إعداد الطعام، أو غير ذلك.
بل إن بعض الأبناء - هداهم الله - يعد ذلك نقصا في حقه وهضما لرجولته، وبعض البنات - هداهن الله - ترى أنها تعاني وتكابد العمل داخل المنزل - فلا تعينها، بل إن بعضهن تقضي الأوقات الطويلة في محادثة زميلاتها عبر الهاتف، تاركة أمها تعاني الأمرين.
- ومن صور العقوق أيضا ترك زيارتهما إلا في المناسبات الخاصة.. ومنهم من يقصر ذلك على زيارة واحد في السنة.. مقلدا أهل الغرب في ذلك.. يوم أن ابتدعوا لها عيدا سموه " عيد الأم "..
9 - الإشاحة بالوجه عنهما إذا تحدثا: وذلك بترك الإصغاء إليهما، أو المبادرة إلى مقاطعتهما أو تكذيبهما، أو مجادلتهما.
10 - قلة الاعتداد برأيهما: فبعض الناس لا يستشير والديه، ولا يستأذنهما في أي أمر من أموره، سواء في زواجه، أو طلاقه، أو خروجه من المنزل والسكنى خارجه، أو ذهابه مع زملائه لمكان معين، أو نحو ذلك.
11 - ترك الاستئذان حال الدخول عليهما: وهذا مما ينافي الأدب معهما، فربما كانا أو أحدهما في حالة لا يرضى أن يراه أحد عليها.
12 - إثارة المشكلات أمامهما: سواء مع الإخوان أو الزوجة، أو الأولاد أو غيرهم.
فبعض الناس لا يطيب له معاتبة أحد من أهل البيت على خطأ ما - إلا أمام والديه، ولا شك أن هذا الصنيع مما يقلقهما، ويقض مضجعهما.
13 - ذم الوالدين عند الناس والقدح فيهما، وذكر معايبهما: فبعض الناس إذا أخفق في عمل ما - كأن يخفق في دراسته مثلا - ألقى باللائمة والتبعة على والديه، ويبدأ يسوغ إخفاقه ويلتمس المعاذير لنفسه بأن والديه أهملاه، ولم يربياه كما ينبغي، فأفسدا عليه حياته، وحطما مستقبله، إلى غير ذلك من ألوان القدح والعيب.
14 - شتمهما، ولعنهما: إما مباشرة، أو بالتسبب في ذلك؛ كأن يشتم الابن أبا أحد من الناس أو أمه، فيرد عليه بشتم أبيه وأمه.
15 - مزاولة المنكرات أمام الوالدين: كشرب الدخان أمامهما، أو النوم عن الصلاة المكتوبة، ورفض الاستيقاظ لها إذا أوقظاه، وكذلك إدخال رفقة السوء للمنزل؛ فهذا كله دليل على التمادي في قلة الحياء مع الوالدين.
16 - تشويه سمعة الوالدين: وذلك باقتراف الأعمال السيئة، والأفعال الدنيئة، التي تخل بالشرف، وتخرم المروءة، وربما قادت إلى السجن والفضيحة، فلا شك أن هذا من عقوق الوالدين؛ لأنه يجلب لهما الهم، والغم، والخزي، والعار.
17 - التعدي عليهما بالضرب: وهذا العمل لا يصدر إلا من غلاظ الأكباد، وقساة القلوب، الذين خلت قلوبهم من الرحمة والحياء، وخوت نفوسهم من أدنى مراتب المروءة والنخوة والشهامة.
18- المكث طويلا خارج المنزل: وهذا مما يقلق الوالدين ويزعجهما على الولد، ثم إنهما قد يحتاجان للخدمة، فإذا كان الولد خارج المنزل لم يجدا من يقوم على خدمتهما.
19 - إيثار الزوجة على الوالدين: فبعض الناس يقدم طاعة زوجته على طاعة والديه، ويؤثرها عليهما، فلو طلبت منه أن يطرد والديه لطردهما ولو كانا بلا مأوى.
20 - التخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر: فبعض الأولاد إذا كبر وصار له عمل يتقاضى مقابله مالا تخلى عن والديه، واشتغل بخاصة نفسه.
21 - التبرؤ منهما، والحياء من ذكرهما، ونسبته إليهما: وهذا من أقبح مظاهر العقوق، فبعض الأولاد ما إن يرتفع مستواه الاجتماعي، أو يترقى في الوظائف الكبيرة إلا ويتنكر لوالديه، ويتبرأ منهما، ويخجل من وجودهما في بيته بأزيائهما القديمة، وربما لو سئل عنهما لقال: هؤلاء خدم عندنا !
22 - إيداعهم دور العجزة والملاحظة: وهذا الفعل غاية في البشاعة، ونهاية في القبح والشناعة، يقشعر لهوله البدن، ويقف لخطبه شعر الرأس، والذي يفعله لا خير فيه البتة.
23 - هجرهما، وترك برهما ونصحهما إذا كانا متلبسين ببعض المعاصي: وهذا خلل؛ فبر الوالدين واجب ولو كانا كافرين، فكيف إذا كانا مسلمين، وعندهما بعض التقصير ؟ !
24 - البخل والتقتير عليهما: فمن الناس من يبخل على والديه، وربما اشتدت حاجتهما إلى المال، ومع ذلك لا يعبأ ولا يبالي بهما.
25 - المنة وتعداد الأيادي على الوالدين: فمن الناس من قد يبر والديه، ولكنه يفسد ذلك بالمن والأذى، وتعداد الأيادي، وذكر ذلك البر بمناسبة وبدون مناسبة.
26 - السرقة من الوالدين: وهذا الأمر جمع بين محذروين، السرقة والعقوق؛ فتجد من الناس من يحتاج للمال، فيقوده ذلك إلى السرقة من والديه إما لكبرهما، أو لغفلتهما.
27 - التغرب عن الوالدين دون إذنهما، ودون الحاجة إلى ذلك: فبعض الأبناء لا يدرك أثر بعده عن والديه؛ فتراه يسعى للغربة والبعد عن الوالدين دون أن يستأذنهما، ودون أن يحتاج إلى الغربة؛ فربما ترك البلد الذي يقطن فيه والداه دون سبب، وربما تغرب للدراسة في بلد آخر مع أن تلك الدراسة ممكنة في البلد الذي يسكن فيه والداه إلى غير ذلك من الأسباب التي لا تسوغ غربته.
وما علم أن اغترابه عن والديه يسبب حسرتهما، وقلقهما عليه، وما علم أنه ربما مات والداه أو أحدهما وهو بعيد عنهما باختياره؛ فيخسر بذلك برهما، والقيام عليهما.
أما إذا احتاج الابن إلى الغربة، واستأذن والديه فيها - فلا حرج عليه.
28 - تمني زوالهما: فبعض الأولاد يتمنى زوال والديه؛ ليرثهما إن كانا غنيين، أو يتخلص منهما إن كانا مريضين أو فقيرين، أو لينجو من مراقبتهما ووقوفهما في وجهه كي يتمادى في غيه وجهله.
هذه بعض المظاهر والصور لعقوق الوالدين، ذلك العمل القبيح، والمسلك الشائن، الذي لا يليق بأولي الألباب، ولا يصدر من أهل التقى والصلاح والرشاد.
فما أبعد الخير عن عاق والديه، وما أقرب العقوبة منه، وما أسرع الشر إليه.
وهذا أمر مشاهد محسوس، يعرفه كثير من الناس، ويرون بأم أعينهم، ويسمعون قصصا متواترة لأناس خذلوا وعوقبوا؛ بسبب عقوقهم لوالديهم.

الأسباب التي تدفع الأبناء لعقوق الآباء
1 - الجهل فالجهل داء قاتل، والجاهل عدو لنفسه، فإذا جهل المرء عواقب العقوق العاجلة والآجلة، وجهل ثمرات البر العاجلة والآجلة - قاده ذلك إلى العقوق، وصرفه عن البر.
2 - سوء التربية: فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة، وتطلاب المعالي - فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.
3 - التناقض: وذلك إذا كان الوالدان يعلمان الأولاد، وهما لا يعملان بما يعلمان، بل ربما يعملان نقيض ذلك، فهذا الأمر مدعاة للتمرد والعقوق.
4 - الصحبة السيئة للأولاد: فهي مما يفسد الأولاد، ومما يجرؤهم على العقوق، كما أنها ترهق الوالدين، وتضعف أثرهم في تربية الأولاد.
5 - عقوق الوالدين لوالديهم: فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق؛ فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهم عوقبا بعقوق أولادهما - في الغالب - وذلك من جهتين:
أولاهما: أن الأولاد يقتدون بآبائهم في العقوق.
وآخرهما: أن الجزاء من جنس العمل.
6 - التفرقة بين الأولاد: فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء، فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما.
7 - إيثار الراحة والدعة: فبعض الناس إذا كان لديه والدان كبيران أو مريضان - رغب في التخلص منهما، إما بإيداعهما دور العجزة، أو بترك المنزل والسكنى خارجه، أو غير ذلك؛ إيثارا للراحة - كما يزعم - وما علم أن راحته إنما هي بلزوم والديه، وبرهما.
8 - قلة إعانة الوالدين لأولادهما على البر: فبعض الوالدين لا يعين أولاده على البر، ولا يشجعهم على الإحسان إذا أحسنوا، فحق الوالدين عظيم، وهو واجب بكل حال، لكن الأولاد إذا لم يجدوا التشجيع، والدعاء، والإعانة من الوالدين - ربما ملوا، وتركوا بر الوالدين، أو قصروا في ذلك.
9 - سوء خلق الزوجة: فقد يبتلى الإنسان بزوجة سيئة الخلق، لا تخاف الله، ولا ترعى الحقوق، فتكون شجى في حلقه، فتجدها تغري الزوج، بأن يتمرد على والديه، أو يخرجهما من المنزل، أو يقطع إحسانه عنهما؛ ليخلو لها الجو بزوجها، وتستأثر به دون غيره.

الآداب التي ينبغي مراعاتها مع الوالدين
هناك آداب ينبغي لنا مراعاتها، ويجدر بنا سلوكها مع الوالدين، لعلنا نرد لهما بعض الدين، ونقوم ببعض ما أوجب الله علينا نحوهما، كي نرضي ربنا، وتنشرح صدورنا، وتطيب حياتنا، وتيسر أمورنا، ويبارك الله في أعمارنا، وينسأ لنا في آثارنا
1 - طاعتهما واجتناب معصيتهما: فيجب على المسلم طاعة والديه واجتناب معصيتهما، وأن يقدم طاعتهما على طاعة كل أحد من البشر ما لم يأمرا بمعصية الله ورسوله ، إلا الزوجة؛ فإنها تقدم طاعة زوجها على طاعة والديها.
2 - الإحسان إليهما: بالقول، والفعل، وفي وجوه الإحسان كافة.
3 - خفض الجناح: وذلك بالتذلل لهما، والتواضع.
4 - البعد عن زجرهما: وذلك بلين الخطاب، والتلطف بالكلام، والحذر كل الحذر من نهرهما، ورفع الصوت عليهما.
5 - الإصغاء إليهما: وذلك بالإقبال عليهما بالوجه إذا تحدثا، وترك مقاطعتهما أو منازعتهما الحديث، والحذر كل الحذر من تكذيبهما، أو رد حديثهما.
6 - الفرح بأوامرهما، وترك التضجر والتأفف منهما: كما قال : فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا.
7 - التطلق لهما: وذلك بمقابلتهما بالبشر والترحاب، بعيدا عن العبوس، وتقطيب الجبين.
8 - التودد لهما، والتحبب إليهما: ومن ذلك مبادأتهما بالسلام، وتقبيل أيديهما، ورءوسهما، والتوسيع لهما في المجلس، وألا يمد يده إلى الطعام قبلهما، وأن يمشي خلفهما في النهار، وأمامها في الليل خصوصا إذا كان الطريق مظلما أو وعرا.
والله العظيم يا إخوة.. في قلب الأبوين كثير من الحنان.. صحيح أنني لا أقصد جميع الآباء.. ولكنني أقول أكثرهم.. وقد يضرب الأب.. أو تصفع الأم من ابنها.. ولا تقابل ذلك إلا بحنان لا ينضب..
9 - الجلوس أمامهما بأدب واحترام: وذلك بتعديل الجلسة، والبعد عما يشعرهما بإهانتهما من قريب أو بعيد، كمد القدم، أو الاضطجاع.
10 - مساعدتهما في الأعمال، وعدم إرهاقهما عند المرض ونحوه.. بمزيد من الطلبات.. بل لابد أن تقوم على علاجهما ومساعدتهما فيما تستطيع..
11 - البعد عن إزعاجهما: سواء إذا كانا نائمين، أو إزعاجهما بالجلبة ورفع الصوت، أو بالأخبار المحزنة أو غير ذلك من ألوان الإزعاج.
12 - تجنب الشجار وإثارة الجدل أمامهما: وذلك بالحرص على حل المشكلات مع الأخوة وأهل البيت عموما بعيدا عن أعينهما.
13 - تلبية ندائهما بسرعة: سواء كان الإنسان مشغولا أم غير مشغول؛ فبعض الناس إذا ناداه أحد والديه وكان مشغولا - تظاهر بأنه لم يسمع الصوت، وإن كان فارغا أجابهما.
أصم عن الأمر الذي لا أريده *** وأسمع خلق الله حين أريد
14 - الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما: سواء في الذهاب مع الأصحاب للبرية، أو في السفر خارج البلد للدراسة ونحوها، أو الذهاب للجهاد، أو الخروج من المنزل والسكنى خارجه، فإن أذنا وإلا أقصر وترك ما يريد، خصوصا إذا كان رأيهما له وجه، أو كان صادرا عن علم وإدراك.
15 - فهم طبيعتهما ومعاملتهما بمقتضى ذلك: فإذا كانا، أو أحدهما غضوبا، أو فظا غليظا، أو كان متصفا بأي صفة لا تُرْتَضَى - كان جديرا بالولد أن يتفهم تلك الطبيعة في والديه، وأن يعاملهما كما ينبغي.
16 - كثرة الدعاء والاستغفار لهما في حياتهما: قال الله - تعالى -: وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.
17 - برهما بعد موتهما: فمما يدل على عظم حق الوالدين، وسعة رحمة رب العالمين - أن كان بر الوالدين لا ينقطع حتى بعد الممات؛ فقد يقصر أحد من الناس في حق والديه وهما أحياء، فإذا ماتا عض يده، وقرع سنه؛ ندما على تفريطه وتضييعه لحق الوالدين، وتمنى أن يرجعا للدنيا؛ ليعمل معهما صالحا غير الذي عمل.

ومن هنا يستطيع المسلم أن يستدرك ما قد فات، فيبر والديه وهما أموات، وذلك بأمور منها:
أ - أن يكون الولد صالحا في نفسه.
ب - كثرة الدعاء والاستغفار لهما.
ج - صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما.
د - إنفاذ عهدهما.
هـ - التصدق عنهما.

الأمور المعينة على بر الوالدين

بر الوالدين نعمة من الله  يمن بها على من يشاء من عباده، وهناك أمور تعين الإنسان على بر والديه، إذا أخذ بها، وسعى إليها، فمن ذلك ما يلي
1 - الاستعانة بالله : وذلك بإحسان الصلة به؛ عبادة، ودعاء، والتزاما بما شرع، عسى أن يوفقك ويعينك على برهما.
2 - استحضار فضائل البر، وعواقب العقوق: فإن معرفة ثمرات البر، واستحضار حسن عواقبه - من أكبر الدواعي إلى فعله، وتمثله، والسعي إليه، كذلك النظر في عواقب العقوق، وما يجلبه من هم، وغم، وحسرة، وندامة، كل ذلك مما يعين على البر، ويقصر عن العقوق.
3 - استحضار فضل الوالدين على الإنسان: فهما سبب وجوده في هذه الدنيا، وهما اللذان تعبا من أجله، وأولياه خالص الحنان والمودة، وربياه حتى كبر؛ فمهما فعل الولد معهما فلن يستطيع أن يوفيهما حقهما، فاستحضار هذا الأمر مدعاة للبر.
4 - أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين: فهل يسرك أيها الولد غدا إذا أصابك الكبر، ووهن العظم منك، واشتعل الرأس شيبا، وعجزت عن الحراك - أن تلقى من أولادك المعاملة السيئة، والإهمال القاسي، والتنكر المحض ؟ !
5 - قراءة سير البارين والعاقين: فسير البارين مما يشحذ الهمة، ويذكي العزيمة، ويبعث على البر، وقراءة سير العاقين، وما نالهم من سوء المصير، تنفر عن العقوق، وتبغض فيه، وتدعو إلى البر وترغب فيه.
6 - استشعار فرح الوالدين بالبر، وحزنهما من العقوق: فلو استشعر الإنسان ذلك الأمر لانبعث إلى البر، ولانزجر عن العقوق، وصدق من قال:

لو كان يدري الابن أية غصة *** قد جرعت أبويه بعد فراقه
أم تهيم بوجده حيرانة *** وأب يسح الدمع من آماقه
يتجرعان لبينه غصص الردى *** ويبوح ما كتماه من أشواقه
لرثا لأم سل من أحشائها *** وبكى لشيخ هام في آفاقه
ولبدل الخلق الأبي بعطفه *** وجزاهما بالعذب من أخلاقه

بين الزوجة والوالدين
ذلك أن الزوج قد يحار في التوفيق بين زوجته ووالديه؛ إذ قد يبتلى بوجود نفرة بين والديه وزوجته؛ فقد تكون زوجته قليلة الخوف من الله، محبة للاستئثار بزوجها.
وقد يكون والداه أو أحدهما ذا طبيعة حادة؛ فلا يرضيهما أحد من الناس، وربما ألحا على الابن في طلاق زوجته مع أنها لم تقترف ما يوجب ذلك.
وربما أوغرا صدره، وأشعراه بأن زوجته تتصرف فيه كما تشاء، فصدق ذلك مع أنه لم يعطها أكثر من حقها، أو أنه قد قصر معها.
فما الحل - إذا - في مثل هذه الحال ؟ هل يقف الإنسان مكتوف الأيدي فلا يحرك ساكنا ؟ هل يعق والديه، ويسيء إليهما، ويسفه رأيهما، ويردهما بعنف وقسوة في سبيل إرضاء زوجته ؟ أو يساير والديه في كل ما يقولانه في حق زوجته، ويصدقهما في جميع ما يصدر منهما من إساءة للزوجة مع أنها قد تكون بريئة ووالداه على خطأ ؟
لا، ليس الأمر كذلك، وإنما عليه أن يبذل جهده، ويسعى سعيه في سبيل إصلاح ذات البين، ورأب الصدع، وجمع الكلمة.
إن قوة الشخصية في الإنسان تبدو في القدرة على الموازنة بين الحقوق والواجبات التي قد تتعارض أمام بعض الناس، فتلبس عليه الأمر، وتوقعه في التردد والحيرة.
ومن هنا تظهر حكمة الإنسان العاقل في القدرة على أداء حق كل من أصحاب الحقوق دون أن يلحق جورا، بأحد من الآخرين.

نقدم بعض الإشارات، والإرشادات التي تخاطب الابن الزوج، وتخاطب زوجته، وتخاطب والديه وخصوصا أمه.
أولا: دور الابن الزوج: مما يعين الابن الزوج على التوفيق بين والديه وزوجته ما يلي:
أ - مراعاة الوالدين وفهم طبيعتهما: وذلك بألا يقطع البر بعد الزواج، وألا يبدي لزوجته المحبة أمام والديه - خصوصا إذا كان والداه أو أحدهما ذا طبيعة حادة -.
لأنه إذا أظهر ذلك أمامهما أوغر صدورهما، وولد لديهما الغيرة خصوصا الأم، كما عليه أن يداري والديه، وأن يحرص على إرضائهما، وكسب قلبيهما.
ب - إنصاف الزوجة: وذلك بمعرفة حقها، وبألا يأخذ كل ما يسمع عنها من والديه بالقبول، بل عليه أن يحسن بها الظن، وأن يتثبت مما قال.
ج - اصطناع التوادد: فيوصي زوجته - على سبيل المثال - بأن تهدي لوالديه، أو يشتري بعض الهدايا ويعطيها زوجته؛ كي تقدمها للوالدين - خصوصا الأم - فذلك مما يرقق القلب، ويستل السخائم، ويجلب المودة، ويكذب سوء الظن.
و - التفاهم مع الزوجة: فيقول لها - مثلا - إن والدي جزء لا يتجزأ مني، وإنني مهما تبلد الحس عندي فلن أعقهما، ولن أقبل أي إهانة لهما، وإن حبي لك سيزيد وينمو بصبرك على والدي، ورعايتك لهما.
كذلك يذكرها بأنها ستكون أما في يوم من الأيام، وربما مر بها حالة مشابهة لحالتها مع والديه؛ فماذا يرضيها أن تعامل به ؟
كما يذكرها بأن المشاكسة لن تزيد الأمر إلا شدة وضراوة، وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، وهكذا

ثانيا: دور زوجة الابن: أما زوجة الابن فإنها تستطيع أن تقوم بدور كبير في هذا الصدد، ومما يمكنها أن تقوم به أن تؤثر زوجها على نفسها، وأن تكرم قرابته، وأن تزيد في إكرام والديه، وخصوصا أمه؛ فذلك كله إكرام للزوج، وإحسان إليه.
كما أن فيه إيناسا له، وتقوية لرابطة الزوجية، وإطفاءا لنيران الفتنة.
وإذا كان الزوج أعظم حقا على المرأة من والديها، وإذا كان مأمورا - شرعا - بحفظ قرابته، وأهل ود أبيه؛ تقوية للرابطة الاجتماعية في الأمة - فإن الزوجة مأمورة شرعا بأن تحفظ أهل ود زوجها من باب أولى؛ لتقوية الرابطة الزوجية.
ثم إن إكرام الزوجة لوالدي زوجها - وهما في سن والديها - خلق إسلامي أصيل، يدل على نبل النفس، وكرم المحتد.
ولو لم يأتها من ذلك إلا رضا زوجها، أو كسب محبة الأقارب، والسلامة من الشقاق والمنازعات، زيادة على ما سينالها من دعوات مباركات.
كما أن على الزوجة الفاضلة ألا تنسى - منذ البداية - أن هذه المرأة التي تشعر أنها منافسة لها في زوجها - هي أم ذلك الزوج، وأنه لا يستطيع مهما تبلد فيه الإحساس أن يتنكر لها؛ فإنها أمه التي حملته في بطنها تسعة أشهر، وأمدته بالغذاء من لبنها، وأشرقت عليه بعطفها وحنانها، ووقفت نفسها على الاهتمام به حتى صار رجلا سويا.
كما أن هذه المرأة أم لأولادك - أيتها الزوجة - فهي جدتهم، وارتباطهم بها وثيق؛ فلا يحسن بك أن تعامليها كضرة؛ لأنها قد تعاملك كضرة، ولكن عامليها كأم تعاملك كابنة، وقد يصدر من الأم بعض الجفاء، وما على الابنة إلا التحمل، والصبر؛ ابتغاء المثوبة والأجر.
واعلمي - أيتها الزوجة - أن زوجك يحب أهله أكثر من أهلك، ولا تلوميه في ذلك؛ فأنت تحبين أهلك أكثر من أهله؛ فاحذري أن تطعنيه بازدراء أهله، أو أذيتهم، أو التقصير في حقوقهم؛ فإن ذلك يدعوه إلى النفرة منك، والميل عنك.
إن تفريط الزوجة في احترام أهل زوجها تفريط في احترام الزوج نفسه، وإذا لم يقابل ذلك - بادي الرأي - بشيء فلن يسلم حبه للزوجة من الخدش، والتكدير.
ثم إن الرجل الذي يحب أهله، ويبر والديه إنسان فاضل كريم صالح جدير بأن تحترمه زوجته، وتجله، وتؤمل فيه الخير؛ لأن الرجل الذي لا خير فيه لوالديه لا يكون فيه - غالبا - خير لزوجة، أو ولد، أو أحد من الناس.
وإذا كنت - أيتها الزوجة - راضية عن عقوق الزوج لوالديه، وعن معاملتك السيئة لهما - فهل ترضين أن تعامل أمك بمثل هذه المعاملة من قبل زوجات إخوانك ؟
بل هل ترضين أن تعاملي أنت بذلك من زوجات أولادك إذا وهن منك العظم، واشتعل الرأس شيبا ؟
وأخيرا فإن موقف الزوجة الصالحة في إعانة زوجها على البر كفيل في كثير من الأحيان - بعد توفيق الله في حل المشكلات، وتسوية الأزمات، وجمع الشمل، ورأب الصدع؛ لأن الوالدين عندما يشهدان الحب الصادق، والحنان الفياض من زوجة ابنهما - فإنهما سيحفظان ذلك الجميل.
فيا أيتها الزوجة الكريمة استحضري هذه المعاني، ولك ثناء جميل، وذكر حسن في العاجل، وأجر جزيل، وعطاء غير مجذوذ في الآجل

ثالثا: دور أم الزوج: فمن الأمهات - هداها الله - من توقع ابنها في الحرج دون أن تشعر؛ فهي تحبه، وتحرص على إسعاده، وربما سعت جاهدة في الخطبة له، وتزويجه.
ولكن سوء تصرفها قد يجلب لها ولابنها الضرر؛ لأن الابن إذا تزوج شعرت أمه بأنه قد خطف منها، وأن قلبه قد مال عنها؛ فتحرص أن يعود لها - ومن الحب ما قتل - فما تزال به توغر صدره على زوجته، وتحرك فيه نوازع العزوف عنها، وربما زينت له طلاقها، ووعدته بأن تبحث له عن خير منها، مع أن الزوجة قد تكون على درجة من الخلق، والجمال، ونحو ذلك.
ومن الأمهات من إذا رأت ابنها مسرورا مع زوجته، أو رأت منه إكراما لها - ثارت نيران الغيرة في قلبها، وربما سعت إلى ما لا تحمد عقباه.
ومن الأمهات من هي قاسية في التعامل مع زوجة ابنها؛ فتراها تضخم المعايب، وتخفي المحاسن، وقد تفتري على الزوجة، وقد تذهب كل مذهب في تفسير التصرفات البريئة، وتأويل الكلمات العابرة.
فيا أيتها الأم الكريمة، يا من تحبين ابنك، وترومين له السعادة - لا تكوني معول هدم وتخريب، ولا تجعلي غيرتك نارا موقدة تحرق جو الأسرة، ولا تستسلمي للأوهام التي ينسجها خيالك؛ فتعكري الصفو، وتثيري البلابل؛ فلا تجعلي علاقتك بزوجة ابنك علاقة الند بالند، والضرة بالضرة، بل كوني لها أما تكن لك ابنة؛ فيحسن بك أن تحبيها، وأن تتغاضي عن بعض ما يصدر منها، وإذا رأيت خللا بادرت إلى نصحها بلين ورفق، حينئذ تسعدين، وتسعدين.
بل يحسن بك أن تتوددي إليها بالهدية ونحوها، وأن تسعيها بقلبك الكبير وحنانك الفياض، ودعائك الخالص، وثنائك الصادق، والله يتولاك برعايته، ويمدك بلطفه.

نماذج من قصص البر
مر بنا بر الوالدين، والآداب التي يجدر بنا مراعاتها معهما، والأسباب التي تعين على البر؛ فما أحرانا بمراعاة هذه الآداب، وما أجدرنا أن نأخذ بتلك الأسباب، عسى أن نكون من الأبرار الأخيار، الذين إذا دعوا ربهم أجابهم، وإذا استغفروه غفر لهم؛ فيا لشرف هؤلاء، ويا لسؤددهم، ويا لعظم حظهم.
ثم ليكن لنا في الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا - قدوة حسنة في هذا الشأن؛ فلقد ضربوا أروع الأمثلة في بر الوالدين؛ فرفع الله منزلتهم في الدارين، وأعلى ذكرهم في الخالدين.
وإليك - فيما يلي - بعض النماذج العطرة، والقصص الرائعة، التي يتضوع عبيرها، ويفوح شذاها مع مر الأزمان عليها، لأناس بررة أخيار، وفقوا لبر والديهم؛ لعلها تحرك في نفوسنا جوانب الخير، وتدفعها إلى الإحسان والبر.
نماذج من بر الأنبياء:
1 - وهذا إمام الموحدين إبراهيم الخليل - عليه السلام - يخاطب أباه بلطف شفاف، وإشفاق بالغ، وحرص أكيد؛ رغبة في هدايته ونجاته، وخوفا من غوايته وهلاكه فيقول - كما أخبر الله عنه -: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ".
لقد خاطب والده بتلك الكلمات المؤثرة، والعبارات المشفقة، التي تصل إلى الأعماق، ولولا أنها وجدت قلبا قاسيا عاسيا أغلف أسود - لأثرت به، وكانت سببا في هدايته، ونجاته.
2 - وهذا إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - يضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية؛ وذلك عندما قال له أبوه: " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ".
فماذا كان رد ذلك الولد الصالح ؟ هل تباطأ أو تكاسل، أو تردد وتثاقل ؟ لا، بل قال - كما - أخبر الله تعالى عنه -: " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ".
وقد ورد أن إبراهيم - عليه السلام - لما تيقن مما رأى في منامه قال لابنه: يا بني خذ الحبل والمدية، وانطلق إلى الشِّعْب، فلما أراد ذبحه قال له: يا أبت اشدد رباطي؛ حتى لا أضطرب، واكفف عني ثيابك؛ حتى لا يصيبها الدم فتراه أمي، واشحذ شفرتك، وأسرع في السكين على حلقي؛ ليكون أهون علي، وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني.
قال إبراهيم: نعم العون أنت يا بني، ثم أقبل عليه وهما يبكيان، ثم وضع السكين على حلقه، فلم تحز، فشحذها مرتين أو ثلاثا بالحجر فلم تقطع، فقال الابن عند ذلك: يا أبت كبني على وجهي؛ فإنك إن نظرت إلى وجهي رحمتني، وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر الله - تعالى - وأنا لا أنظر إلى الشفرة فأجزع، ففعل ذلك إبراهيم - عليه السلام - ووضع السكين على قفاه فانقلب السكين ونودي: " يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ".

نماذج من بر السلف
وإذا أنعمنا النظر في سيرة السلف الصالح - وجدنا صفحات مشرقة تدل على شدة اهتمامهم ببر الوالدين فمن ذلك ما يلي:
1 - وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لي: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا ؟ قالوا: حارثة ابن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر، وكان أبر الناس بأمه
2 - وهذا أبو الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو المسمى بزين العابدين، وكان من سادات التابعين - كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أمك، فقال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها "
3 - وعن ابن عون المزني أن أمه نادته، فأجابها، فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين "
4 - وقيل لعمر بن ذر: كيف كان بر ابنك بك ؟ قال: ما مشيت نهارا قط إلا مشى خلفي، ولا ليلا إلا مشى أمامي، ولا رقى سطحا وأنا تحته "
5 - وحضر صالح العباسي مجلس المنصور، وكان يحدثه، ويكثر من قوله: ( أبي رحمه الله ) فقال له الربيع: لا تكثر الترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين. فقال له: لا ألومك؛ فإنك لم تذق حلاوة الآباء.
فتبسم المنصور، وقال: هذا جزاء من تعرض لبني هاشم
6 - ومن البارين بوالديهم بندار المحدث، قال عنه الذهبي: " جمع حديث البصرة، ولم يرحل، برا بأمه "
قال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: " سمعت بندارا يقول: أردت الخروج - يعني الرحلة لطلب العلم - فمنعتني أمي، فأطعتها، فبورك لي فيه ".
7 - وقال عامر بن عبد الله بن الزبير: " مات أبي فما سألت الله حولا كاملا إلا العفو عنه ".

فتاوى.. أب أمر ابنه بطلاق زوجه... أب يغضب على ابنه لأنه يجاهد جاء رجلٌ يريد الغزو، جاء إلى رسول الله  يستأذنه، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ( هل لك من أم؟ قال نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجلها ) رواه أحمد.


واحة الشعر
أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً * بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى * ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها * والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى * فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذ عثرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ * ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ * غضبُ السماءِ على البني قد انهمرْ
فاستلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ * طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ كفَّ يداً ولا * تطعنْ فؤادي مرتينِ على الإثرْ
،،،
مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ * فقلدَ شكلَ مَشيتهِ بنوهُ.
فقالَ علامَ تختالونَ؟ فقالوا: * بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ.
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ * فإنا ... إن عدلْتَ معدلوه.
أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ * يجاري بالخُطى من أدبوه؟.
وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا * على ما كان عوَّدَه أبوه.
،،،
فيا عَجباً لمن ربيتُ طِفْلاً * أُلَقِّمُه بأطرافِ البنانِ.
أُعَلِّمُه الرمايةَ كُلَّ يومٍ * فلما اشْتَدَّ ساعدُه رماني.
أُعَلِّمُه الفتوةَ كل وقتٍ * فلما طرَّ شاربُه جفاني.
وكم عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوافِي * فلما قالَ قافيةً هجاني.
،،،
عليكَ ببر الوالدين كليهما ... وبر ذوي القربى وبر الأباعدِ
- ما في الأسى من تفتت الكبدِ ... مثلُ أسى والدٍ على ولدِ
- كم بطلٍ عاشَ وهو ذو صيدٍ ... فرده الثكلُ غيرَ ذي صَيَدِ
،،،
تَحَيَّرَ بي عَدُوَّي إِذ تجنَّى ... عليَّ فما سألتُ عن التجني
وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ ... وما يَلْقى من الإِحسانِ مني
يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي ... فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني
أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي ... وكمْ بينَ التَمَني والتَمَني
إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعاً ... وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني
عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهد ... ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني
فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني ... لبانَ الحُبِّ من صَدْرٍ أحسنِّ
علي بسمَاتِها فتحتُ عيني ... ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي
كما كانتْ تُناغيني أُناغي ... وما كانتْ تُغَنيني أُغَني
سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي ... ففاضَ على الوَرى ما فاضَ عني
،،،

ولمزيد من التفصيل الرجاء استماع الحلقة .. ولا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب
اللهم اعتق رقابنا ورقاب اهلينا من نـــار
فراشة واتقان : الفارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو احمد حمودة
المدير العام
المدير العام
ابو احمد حمودة


عدد المساهمات : 160
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
العمر : 29
الموقع : ال حمودة

 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن [/b]    [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 2:59 am


باركك الله اخ الفارس على الموضوع
بر الوالدين باركك الله تابع نشاطك

يارب تفيد وتستفيد من هدا المنتدى منتدى ال حمودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://montdahmoda.ahlamountada.com
عاشقة الرومانسية
مشرف
عاشقة الرومانسية


عدد المساهمات : 709
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 23/08/2010

 [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن [/b]    [b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن   [/b] Emptyالأحد سبتمبر 12, 2010 7:41 am

مشكورة خيو الفارس على الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[b]بـــــــــــــــــــــــــــر الوالــــــــــــــــــــــديـن [/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ال حمودة :: الملتقى الاسلامي-
انتقل الى: